الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عملية القصرين أو معركة "كسر العظام " بين الداخلية والإرهاب

نشر في  28 ماي 2014  (09:27)

بقلم الإعلامي نور الدين المباركي
 
كافة العمليات الارهابية تبقى لها دلالة اساسية وجوهرية هي بث الفوضى وزرع الخوف في النفوس لتدفع المجتمع نحو الانكماش والتسليم بالأمر الواقع، لكن أيضا لها دلالات فرعية مرتبطة بالتوقيت والمكان والجهة المستهدفة .

عملية حي الزهور بالقصرين التي استهدفت أمنيين مكلفين بحراسة منزل عائلة وزير الداخلية تحمل أكثر من دلالة فرعية يمكن أن تكون تحت عنوان كبير "معركة كسر العظام بين الداخلية والإرهاب".

جاءت هذه العملية بعد نحو 72 ساعة فقط من اعلان وزارة الداخلية احباطها مخططا ارهابيا يستهدف قيادات سياسية و أمنية و مصالح اقتصادية في اطار عملية وصفتها بـ " الاستباقية" ، وهوما يعني ( ربما) أن هذه المجموعات أرادت التقليل من أهمية " العملية الاستباقية " وأنها قادرة ان تضرب في أي وقت ، وهي رسالة تمس المعنويات و تهز من الثقة في أداء المؤسسة الأمنية .

تمت هذه العملية في مدينة القصرين التي تعرف أكثر ن غيرها اجراءات أمنية صارمة لقربها من جبل الشعانبي، وهي المدينة التي زارها قبل أيام رئيس الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي ليعلن التقدم في تحقيق الانتصارات على الارهاب و ليثني على مجهودات المؤسسة الأمنية والعسكرية .

اختيار مدينة القصرين ليس اعتباطيا، هو اشارة من هذه المجموعات على قدرتها على الضرب في أي مكان تختاره بما في ذلك التي تُعرف اجراءات أمنية استثنائية، وهذه رسالة مضمونها " مازلنا هنا".

استهدفت هذه العملية منزل عائلة وزير الداخلية ، المسؤول الأمني الأول في البلاد، وهي رسالة واضحة مضمونها أن المؤسسة الأمنية مستهدفة رأسا لإرباكها و اضعافها.

هذه الدلالات الفرعية في عملية القصرين تدفع للقول إن " معركة كسر العظام" بين المؤسسة الأمنية والارهاب مازالت قائمة ودخلت مرحلة جديدة على خلفية التطورات الأمنية والعسكرية في ليبيا، خاص في ظل تواتر الحديث عن عملية عسكرية محتملة ضد المجموعات المتشددة.